OUCHALA Miloud :
La dynamique spatiale et la gestion des risques naturels dans les zones montagneuses, cas de bassine d’Ourika et Ghighaya (Haut-Atlas occidental)
الدينامية المجالية وتدبير الأخطار الطبيعية بالمناطق الجبلية، حالة حوضي أوريكة وغيغاية
(الأطلس الكبير الغربي)
ملخص
يتعلق موضوع هذه الدراسة بتدبير الأخطار الطبيعية المرتبطة بالماء وبالجيومرفلوجية، حيث أصبحت تشكل إحدى التحديات البيئية في الوقت الراهن، نظرا لما لها من انعكاسات على حياة الإنسان وممتلكاته وما يسببه ذلك من تقل وعبء على ميزانية الدولة في مواجهة الخسائر قصد الرجوع إلى الحالة الأولى التي تميز المجال قبل وقوعها. وبذلك أصبح بلوغ هدف مسلسل التنمية ببلادنا عامة وبمجال البحث (حوضي أوريكة وغيغاية) خاصة صعب المنال، ومن ثمة يحتاج ذلك إلى الانخراط الكلي لمختلف الفاعلين من سكان والمجتمع المدني ومؤسسات الدولة والجماعات المحلية… والأخذ بكل ما هو جديد في مواجهة وتدبير الأخطار ذات المصدر الطبيعي، بشكل يتجاوب والدينامية الطبيعية للأخطار من جهة والدينامية الاجتماعية والثقافية للسكان من جهة أخرى، مع الأخذ بعين الاعتبار المعارف المحلية والخصوصيات الجبلية حتى يتسنى لعملية التدبير أن تأخذ بعدا ثقافيا واجتماعيا، خاص بالجبل وشمولي بشكل يساير كل مستوياته (أفقيا وعموديا).
فتدبير الأخطار الطبيعية بالمغرب عامة وحوضي أوريكة غيغاية خاصة يحتاج إلى بلورة استراتيجيات لتأمين شروط التنمية الترابية وإدراج المقاربة الترابية لتحقيق التنمية المندمجة، ورفع التحديات التي تطرحها الطبيعة. ويتطلب الأمر أيضا بناء برنامج عام يجمع بين كل الجهود ويشارك كل من توطئ قدمه مجال الدراسة، برنامج ذو رؤية شمولية لكل الأخطار وذو أهداف على المدى القريب والمتوسط والبعيد، برنامج يضع السكان في أمان عن معظم الأخطار والكوارث الناتجة عن الطبيعة، حيث يساير دينامية مجالاتهم وثقافتهم وأوضاعهم السوسيو-اقتصادية، بفضله يمكننا أن نضع السكان في قالب يحدد مصيرهم بين إخلاء المجال أوقات الخطر والبحث بإرادتهم عن حلول مجدية تمكن من التخفيف من حدة التدهور والتهديد.
إن حوضي أريكة وغيغاية – كميدان البحث – في جزئهما الجبلي يعتبران عينة ونموذج للدراسة، حيث لاتزال الأخطار المرتبطة بالطبيعة عائقا أمام مسلسل التنمية، الشيء الذي جعلنا نتساءل إلى جانب ساكنة المنطقة ومختلف الباحثين والمسؤولين المهتمين بهذا المجال عن سبب هذه الأخطار، وعن مدى احتمالية ترددها، وقد أثارت هذه التساؤلات فضولنا وحولناها إلى موضوع دراسة وبحث، لعلنا نجد لها أجوبة علمية، لذا حاولنا الاهتمام بدراسة أودية هذا المجال الذي شهد ظواهر طبيعية عدة مرات، وباعتباره عينة ونموذج لدراسة مثل هذه الاشكالية، حيث سنعمل من خلاله على وضع قاعدة من المعلومات من شأنها أن تؤهلنا إلى وضع رؤية واستراتيجية للوقاية وتدبير الأخطار. وذلك من خلال تشخيص وتتبع أهم الرهانات التي يزخر بها وتصنيفها حسب الأهمية والقيمة ودرجة هشاشتها، إلى جانب رصد الأخطار التي تهددها، وتدخلات مختلف الفاعلين وصناع القرار لحمايتها، لننتهي بذلك إلى وضع مخطط قائم الذات كمشروع مستقبلي وكملف تنظيمي لهذا المجال يصبو إلى اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من الأخطار ذات المصدر الطبيعي، وإلى إخبار السكان بالأخطار المحتمل رصدها في مناطق استقرارهم، ثم تحديد المجالات المهددة، بإبراز درجة وشدة التهديد، بالإضافة إلى تعيين المناطق المعرضة للأخطار بشكل مباشر وغير مباشر وتحديد المناطق غير القابلة للتعمير، ثم تحديد تدابير الوقاية والحماية منها، والاحتياطات اللازم اتخاذها في كل النطاقات المعرضة للخطر بشكل مباشر كما سنسلط الضوء على مدى استعداد هذا المجال بحمولته الطبيعية والبشرية لاستقبال كل الأخطار في حالة ما إذا تحولت إلى كوارث.